أخبار العالمأخبار دوليةأخبار رئسية

مؤتمر نيويورك لدعم الحكومة اليمنية .. خطوة لها مابعدها

مؤتمر نيويورك لدعم الحكومة اليمنية .. خطوة لها مابعدها

وليد ابوبكر المعلمي
20/1/2025

تمر اليمن بحالة استثنائية معقدة تتداخل فيها حالة جماعة الحوثي التي سيطرت على الدولة ومؤسساتها في العام 2014 بقوة السلاح وحولتها الى جيوب لخدمة مصالح الجماعة وبات المواطن في مناطق سيطرتها يعيش حالة من والخوف جراء القمع والبطش والتنكيل الذي يطال كل من يخالفها او يبدي تضجرا من سياستهم
وفي المقابل عملت الحكومة اليمنية المعترف بها دولية والمدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودة على إعادة بناء مؤسسات الدولة في عدن بعد نقل العاصمة إلا أن السنوات العشر لم تكن كافية لبناء مؤسسات ذات كفاءة وفاعلية خاصة في ظل التغييرات التي طالت هرم السلطة الشرعية وزادت من حالة التجاذبات السياسية بدلا من الوصول الى حالة الوفاق والاتفاق
وظهرت على السطح ذروة الخلافات التي سادت في مجلس القيادة ورئيس الحكومة في ظل انعدام او ضعف للإيرادات وارتفاع حجم التضخم وتدهور العملة وتأخر الرواتب وغياب الرؤية الموحدة بين الحكومة ومجلس القيادة وهو الامر الذي دفع بالمملكة المتحدة لدعم جهود الحكومة لعقد مؤتمر نيويورك لدعم الحكومة اليمنية
فالمؤتمر يمكن تعريفه بأنه خطوة لخلق رؤية موحدة وواضحة للحكومة اليمنية وأولوياتها وأهم الالتزمات وطبيعة التعهدات المشتركة بين الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي خاصة وان المؤتمر يعقد في نيويورك بالولايات المتحدة وبالتزامن مع انعقاد جلسات مجلس الامن و الأمم المتحدة
ويهدف المؤتمر بالدرجة الأولى لدعم الحكومة في الإصلاحات المؤسسية والحوكمة الفاعلة بما يساعد الحكومة من بناء نظام حكومي فاعل خالٍ من الفساد ويعزز من قيم الشفافية و يحد من العشوائية والارتجالية في العمل المؤسسي و تولي المناصب القيادية في الدولة والانتقال من مرحلة الإغاثة الى مرحلة التنمية.
رئيس مجلس الوزراء احمد عوض بن مبارك وضع رؤية موحدة للحكومة بدعم من رئيس وأعضاء مجلس القيادة والذهاب بها الى المؤتمر لتكون مصفوفة موحدة لجلب الدعم السياسي والاقتصادي والتنموي لليمن
وسيعرض رئيس الوزراء أحمد بن مبارك خطة حكومية جديدة وطموحة أمام المجتمع الدولي، بدعم من وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني هاميش فالكونر على الرغم من كل التحديات التي تواجه الحكومة اليمنية على الصعيد الداخلي والخارجي إلا ان المؤتمر قد يمثل نقطة فارقة في مسار الاحداث اذا ما تمكنت الحكومة من الاستغلال الأمثل لهذا الدعم المتوقع
ويبدو ان بريطانيا تضع ثقلها السياسي و الدبلوماسي لإنجاز هذا المؤتمر و الخروج بآليات تنفيذ الدعم وضمان وصوله للمستفيدين وهو ما سيساهم في تذليل الصعاب و تجاوز التحديات امام الحكومة اليمنية لتنفيذ الخطة خاصة مع خطواتها الواضحة في مكافحة الفساد وآليات الرقابة على أوجه صرف الدعم.
يشارك في عقد المؤتمر أكثر من 30 دولة مانحة والأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية وتحرص بريطانيا من خلال برنامج (تافي TAFFY ) على دعم الحكومة من خلال توفير خبراء ومستشارين تقنيين يمنيين وبريطانيين ودوليين للعمل مباشرة داخل اليمن. بالإضافة إلى ذلك، يهدف البرنامج إلى دعم خفر السواحل اليمني من خلال توفير معدات جديدة، وتعزيز القدرات، وتقديم تدريبات متخصصة.
يتطلع اليمنيون أن يسهم المؤتمر في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي فالمواطن اليوم يعيش حالة من اليأس و الإحباط من كل ما حوله بسبب الوضع المعيشي الصعب و الحالة الاقتصادية المتردية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى