تحوََل القوة والدور المتطور للصين في النظام العالمي
في مقال لافت بصحيفة نيويورك تايمز، ذكرت فيه:
انه قبل 40 عامًا، راهن الخبراء على أن تجربة الصين مع الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ستفشل.. وحتى اليوم مازلنا ننتظر هذا الفشل لكن الصين تحقق نجاحا ادهش العالم ويزداد يوما بعد يوم .
. إن المنظور الأيديولوجي للصين من الولايات المتحدة لا يتماشى مع حقيقة نجاحات الصين”، هذا ما قاله حسين سيد، رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الباكستاني السابق في برنامج Global South Voices على قناة CGTN. اثناء نقاش نظرية “المائدة والقائمة” لأنطوني بلينكين، وفحص الدور المتطور للصين في الساحة الدولية.
ثمة بون شاسع في النظام العالمي بين دور جمهورية الصين الشعبية وبين الولايات المتحدة الأمريكية انه فرق كبير كما بين السماء والأرض. بات العالم يلاحظ هذا الفرق الهام. وهو ما أدركه المعلق الأمريكي اينار تانجين حيث يصف كيفية النظر الى دور الصين في عالم اليوم المتغير بقوله ” ان دور الصين في النظام العالمي يختلف اختلافا جوهريا عن دور الولايات المتحدة الأمريكية حيث تعتمد الأخيرة اعتمادات تاريخية على الامبريالية والحرب واستغلال الدول الأخرى بينما تركز الصين على التنمية الداخلية والسلام والتجارة.” وأكد أن نهج الصين
يقوم على الاحترام المتبادل وبناء الإجماع والتقدم الاقتصادي دون فرض ايدلوجيات. وناقش المعلق الأمريكي تانجين كيف بنت الصين مؤسسات موازية مثل مبادرة الطريق (BRI) والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية(AIIB) ومجموعة البريكس لتعزيز نظام دولي تعاوني جديد. وهذا على عكس النظام الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والذي يهدف الى الحفاظ على الهيمنة.
في ذات الإطار وصف روبرتو سافيو، مؤسس وكالة إنتر بريس سيرفيس (IPS)، التحولات التاريخية، مشيرًا إلى عودة ظهور الصين كقوة عالمية. حيث أشار إلى أن ديناميكيات القوة العالمية في مرحلة انتقالية، مع تراجع نفوذ الولايات المتحدة وارتفاع التعددية القطبية. وقال سافيو: “إن الأزمات العالمية مثل تغير المناخ وانخفاض عدد السكان تتطلب تعاونًا عالميًا، ومع ذلك تظل الولايات المتحدة محاصرة في سياسات عفا عليها الزمن”. كما أكد على أهمية التنوع في الأيديولوجيات والحكم، مقترحًا أن التعاون بين الدول ذات الثقافات والأيديولوجيات المختلفة أمر ضروري لحل المشاكل العالمية.
. المتحدث باسم حزب الشعب الكمبودي سوس يارا أكد بدوره على أهمية الدبلوماسية المتعددة الأطراف للصين وصعودها السلمي، وخاصة من خلال مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق. وأكد أن نهج الصين يركز على الاحترام المتبادل والثقة والتعاون دون فرض أيديولوجي. وأشار يارا إلى أن مساهمات الصين، بما في ذلك مبادرة التنمية العالمية، تعزز الاتصال والتعاون، مما يساعد على سد الفجوات بين الدول. بالنسبة لكمبوديا وجنوب شرق آسيا، تعزز قيادة الصين السياسة الخارجية المتوازنة والعلاقات التجارية، مع التأكيد على الحل السلمي للاختلافات والازدهار الجماعي.
وتعد العلاقة بين الصين وأفريقيا نموذجا للتعاون بين بلدان الجنوب لذا نجد رئيس الحزب الاشتراكي في زامبيا فريد ميمبي يسلط الضوء على العلاقات التاريخية بين الصين وأفريقيا. مؤكدًا دعم الصين لتحرير أفريقيا وسيادتها واستقلالها. وأشار إلى أن الصين تعامل الدول الأفريقية باحترام ومساواة، على عكس النهج المتعالي لبعض الدول الغربية. وأيد ميمبي رؤية الصين للتعاون العالمي والتعددية القطبية، مشيرًا إلى أن تصرفات الصين تشكل تناقضًا حادًا مع عقلية الولايات المتحدة “إذا لم تكن على الطاولة، فأنت على القائمة”.