الاعلامي صالح الحميدي في ذمة الله
وترجل الفارس عن جواده
واسلم صالح روحه لبارئها
بعد ان زكاها بالصبر و الحلم وصبغها بالبسمة والمحبة وجعلها صالحة للقاء ربه عطرة محتسبة
رحل وهو ينظر إلى الجميع ويعلم انه سيرحل هذه المرة
ينظر إلى كل اصدقاء الأمس من تخلوا عنه اليوم في محنته
كان يعلم أن الاتصالات من قيادة الدولة ووزارة الاعلام واصدقاء الحرف والقلم كانت جميعها مجرد إسقاط واجب لا غير
امام شموخه وصبره وكرمه الذي
اضفاه على كل من حوله ابتسامة وفرحا وبهجة .
رحلت الابتسامة اليوم ذهبت النفس المحبة إلى محبوبها والرحيم بها .
فاز صالح صبرا وتضحية وموقفا وقلما حرا وكلمة شجاعه نطقت بها كل منابر الاعلام .
ذهب صالح ولم يلتفت إلى أولئك
الذين تنكروا لجميله وتواروا عنه وقت شدته . أصحاب السلطة الذين تشاغلوا عنه. وأصحاب الثروة الذين تغافلوا عنه
كان بمقدورهم ان يسجلوا موقفا لأنفسهم اولا ، يحترمهم الآخرون من خلاله ويحققوا بعضا من انسانيتهم المهترئة وسلطتهم الزائفة . كان بإمكانهم. ان يملؤا انفسهم. نبلاً وانسانيتاً. من ذلك العملاق النبيل وذلك الانسان الشامخ صالح الحميدي .
رحل صالح لكن بصماته في قلوب كل من عرفه باقية
ابتسامته لاتفارق أعينهم. و ضحكته المجلجلة يتردد صداها في قلوب الأماكن واذان السامعين .
رحل صانع الابتسامة في اعماله وفي مهامه وفي مولفاته وفي بيته وكل حياته.
رحمات الله تغشاك وإذ نعزي انفسنا فإننا ننقل هذا الواجب إلى بيته الصغير وأهله وأولاده كما هو لبيته الكبير ذلك الوطن اليمني الذي حمل همه وقضيته إلى آخر لحظات عمره
وطن طالما أوقف صالح حياته من أجله. لكنه بخل عليه بحقه في الرعاية والتقدير
رحل صالح وطنيا وفيا وبقي الوطن يلتف حوله اشباه الأوفياء من المتزلفين والفاسدين والادعياء
رحمة الله تغشاك ايها الحميدي
ولانقول الا ما يرضي ربنا
انا لله وانا إليه راجعون
ذهبت ابيا شامخا محتسبا حرا
فلا نامت أعين الفاسدين والجبناء.